يقول - ابراهام لنكون - (أفضل خدمة تقدمها للمساكين هي أن لا تكون و أحداً منهم) و على هذه الحكمة بمفاهيمها الرائعة ومضامينها العميقة يصح لنا أن نقول من جانب آخر و من زاوية مختلفة وفي بُعدٍ جديد.
(أن أفضل خدمة تقدم للجهلاء هي أن لا تكون واحدا منهم)
آن لا تكون واحد منهم لتنير لهم الطريق و تفتح لهم قنوات الأمل و لتظل تلهب حماسهم للتغيير و تمدهم بالطاقة وهذا
تصنع لهم الإحتياجات لتقبل أرواحهم على المعرفة فيتهافتون آلى منابع العلم و الحكمة يتقلبون في نعمة العلوم و هبات المهارات تتكون و تنمو لديهم اتجاهات جديدة في حياتهم
تنتشلهم من الإستسلام و الرضا بهذا الإتجاه المقيد المحبط المدمر للذات المقعد بالحال حتى ينشر لها الصدر ويبدأ فيها المراد و يبدأ الفخر بالعد التنازلي في تلك الدائرة المسكينة المعتمة ليتناقصوا فيها واحداً تلوا الاخر و ليكتملوا و يتكاملوا في دائرةٍ أخرى من دوائر العطاء فتنقلهم من غفلة الوسادة إلى روعة السجّادة و سادةٌ بالية خالية مهترئة إلى تلكادةٍ تنطلق منها الأمنيات و تعلوا من تلك الاحتمالات و من جحيم السكون إلى إتقان الفنون تطيح هامتهم على ما ارتقت إليه همتهم فيتمسكوا بها حد الإلتصاق.
يخرجون من زحام عام و ضجيج الدهماء يخطون عناوين خططهم فلا تقلهم أرض و لا تظلهم سماء من سعة الأمل بالله
امتلئوا بروحٍ عجزوا عن تحديد مكانها تنتشر في جميع جوانحهم جمالاً و بهاءً تحدوهم الرغبة تتراقص الفرصة أمامهم تداعب مُقَلهم تخطب ودهم تغزوا قلوبهم تداعب تحدياتهم بفطنة ذكاء.
يخرجون من هذه الدائرة المؤلمة التي غاب عنها النور فباتت مظلمة دائرة المساكين ينتشلون بعضهم البعض يتواصون بصبر و حق يغلقون الطريق إلى هذا المكان دائرة جائرة ٌ حائرة دائرة: مسكين فلان عاش و لم يحياعاش و لم يتذوق مافيها
عاش و لم يدخل جنتها عاش مسكيناً عاش بطلاً لمسلسل عنوانه (أنا الضحية) ؛؛
لم يتذوق جانباً جديداً للذة العطاء و طعماً جديداً لخدمة الفقراء
لذا ارفع الشعار وصحح المسار و تبنّى بيقين راسخ أن لا تكون واحداً منهم بل تتحد معهم لتقدم (أفضل خدمة).